للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام:

لعمري لقد أقوت مغانيكم بعدي ... ومحت كما محت وشايع من برد (١)

وأنجدتم من بعد اتهام داركم ... فيا دمع أنجدني على ساكني نجد

قوله: «كما محت وشائع من برد» غلط؛ لأن الوشائع هي: الغزل الملفوف من اللحمة التي تداخل في السدى، فإذا نسج الثوب فليس فيه شيءيسمى «وشيعة» ولا «وشائع».

وقد ذكرت هذا في باب أغاليطه المجموعة (٢).

وقد عاب عليه أيضاً قوم قوله: «فيا دمع أنجدني على ساكني نجد» وقالوا: الإنجاد إنما يكون على المحارب، فأي محاربة أو مجاهدة تكون أعظم من مجاهدة المغرم من يهواه، ولا سيما إن كان منوعاً ولم يكن مواتياً؟

وقد أفصح البحتري بأن المحبوب محارب فقال:

هل كنت لولا بينهم متوهماً ... أن امرأً يشجيه بين محارب (٣)

فقول أبي تمام: «أنجدني على ساكني نجد» من أحسن كلام، وأحلاه، وأجوده.

... وقال أبو تمام:

وقالوا: أسى عنها، وقد خصم الأسى ... جوانح مشتاق إذا خوصمت لد (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>