للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في وصف الدمع، ولكنه يعتذر مرةً بقلة دمعه، ومرة يذكر كثرته ويفتخر بغزره، وفي كل ذلك يحسن ويجيد؛ فمن اعتذاره قوله في قصيدته التي أولها:

فيم ابتدار كما الملام ولوعا ... أبكيت إلا دمنةً وربوعا

يا دار غيرها الزمان وفرقت ... أيدي الحوادث شملها المجموعا

لو كان لي دمعٌ يحسن لوعتي ... خليته في عرصتيك خليعا

لاتخطبي دمعي إلى؛ فلم يدع ... في مقلتي جوى الفراق دموعا

قوله في ابتداء القصيدة " أبكيت إلا دمنةً وربوعا " قد أخبر أنه بكى ثم قال " لو كان لي دمع يحسن لوعتي " أي: لو كان ل يدمع غزير يليق بلوعتي وينبئ عنها، وكذلك قوله " فلم يدع في مقلتي جوى الفراق دموعا " أي: دموعا كافية أرضاها، أو دموعا تشفيني؛ لأنه استقل دمعه واستنزره، أو أن يكون انقطع دمعه وفنى، ولله در كثير إذ يقول:

وقضين ما قضين ثم تركنني ... بفيفا خريم واقفاً أتلدد

ولم أر مثل العين ضنت بمائها ... على، ولا مثلي على الدمع يحسد

<<  <  ج: ص:  >  >>