وقال أبو تمام:
أقشيب ربعهم أراك دريساً ... تقرى ضيوفك لوعةً ورسيسا
ولئن حبست علىلبلى لقد اغتدى ... دمعى عليك إلى الممات حبيسا
وأرى رسومك موحشاتٍ بعدما ... قد كنت مألوف المحل أنيسا
وبلاقعاً حتى كأن قطينها ... حلفوا يميناً أخلفتك غموسا
وهذا كلام رصينٌ، وقوله " حلفوا يمينا أخلفتك " أي: كأنهم حلفوا يمينا ألا يعودوا إليك، فأخلفتك هذه اليمين.
ومن حلو معانيه وجيد ألفاظه في البكاء على الديار قوله:
دمنٌ لوت عزم الفؤاد ومزقت ... فيها دموع العين كل ممزق
وقال أيضاً:
سقى عهد الحمى سبل العهاد ... وروض حاضرٌ منه وبادي
نزحت به ركى العين إني ... رأيت الدمع من خير العتاد
وهذا البيت في غاية الجودة لفظه ومعناه،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute