للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام في ابن أبي دؤاد:

أنت جبت الظلام عن سبل الآ ... مال إذ ضل كل هاد وحاد

فكان المغذ فيها مقيم ... وكأن الساري عليهن غاد

وضياء الآمال أفسح في الطر ... ف وفي القلب من ضياء البلاد

وهذا جيد بالغ.

وقال البحتري:

وإني لأرجو والرجاء وسيلة ... على بن يحيى للتي هي أعظم

فأحسن في قوله: «والرجاء وسيلة» وألطف، وأظنه سمع قول أبي الشيص:

بحسب الذي يرجو نداك ذريعة ... إذا لم يكن إلا الرجاء له سبب

وقال أبو نواس في مثله:

رجوك في قصدهم وأملوا ... وللرجاء حرمة لا تجهل

وبيت البحتري أجود من هذين البيتين، وهذا باب الفضل فيه لأبي تمام على البحتري، لأنه تصرف في معاني الرجاء أكثر من تصرف البحتري وفي كل ذاك أحسن وأجاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>