للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكعاب هي التي قد كعب ثديها، وقد تكون بكراً وتكون ثيباً قد افترعت، فليست بضد الثيب في الحقيقة، ولكنه أقامها مقامها، لقوله: «حلت محل البكر من معطى».

وقوله: «وقد زفت من المعطى زفاف الأيم» يريد بالأيم الثيب، والأيم هي التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً.

وقد بينت هذا في أغاليطه وأوضحته.

وقال في موضع آخر يذكر الصنيعة:

وليست بالعوان العنس عندي ... ولا هي منك بالبكر الكعاب

قوله: «ليست بالعوان العنس عندي» يريد لجلالتها، وأنه ما أسدي إليه مثلها، وأراد أن يقول «العانس» فقال «العنس» إنما هي الناقة التي قد انتهت في قوتها وشدتها وشبابها، وقد ذكرت هذا في أغاليطه أيضاً.

وقال أبو تمام في الحسن بن وهب:

جمعت لنا فرق الأماني منكم ... بأبر من روح الحياة وأوصل

فصنيعة في يومها وصنيعة ... قد أحولت وصنيعة لم تحول

كالمزن من ماضي الرباب ومقبل ... منتظر ومخيم متهلل

<<  <  ج: ص:  >  >>