ويخص أرضاً دون أرض جوده ... وسحاب جودك في العفاة عموما
فهذا كله تفضيل لجود الجواد على الغيث.
وقد شبهه بالغيث أحسن تشبيه فقال:
يعطي على الغضب المتعتع والرضا ... وعلى التهلل والعبوس والأربد
كالغيث يسقي الخابطين بأبيض ... من غيمه وبأحمر وبأسود
وأحسن من هذا وأجمع قوله:
يجود على الطلاب سحاً وديمة ... وهطلاً وإرهاماً ووبلاً وريقا
فجاء بستة أنواع من نعوت الغيث في بيت واحد.
و «السح» شدة انصباب المطر، و «الديمة» المطر الدائم في سكون و «الهطل» فوق ذلك، و «الإرهام» من أرهمت السماء وهي الرهمة: المطر الضعيف الدائم، و «الوبل» من الوابل وهو المطر الشديد الضخم القطر، و «الريق» من تريق الماء وهو تردده على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه، وإذا انصب الماء قلت راق يريق، ويقال أرقته أنا إراقة وهرقته، ويقال راق السراب