للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى أن هذا كله عندي من المعاني المشتركة، التي ليس بمنكر أن تتفق الخواطر فيها لأنها خلائق الأجود مشاهدة، وما شوهد وصف واتفق عليه.

وقال أبو تمام أيضاً:

تلافى نداك المجتدين فأصبحوا ... ولم يبق مذخور ولم يبق مجتد

وقال البحتري:

إذا قيل قد فنى السائلو ... ن قالت عطاياه هل من مزيد

صاحب أبي تمام أكرم، لأنه لم يبق مذخوراً.

وقوله: «قالت عطاياه هل من مزيد»، فالعطايا هي ما يعطيه فيخرج عن يده إلى المجتدين، فكيف قالت: هل من مزيد؟؟، وإنما وجه الكلام لو ساغ له الوزن أن يقول: قالت مكارمه هل من طالب؟، هل من ملتمس؟، وهذا عندي في الخطايا شبيه بقول أبي تمام:

وأضحت عطاياه نوازع شرداً ... تسائل في الآفاق عن كل سائل

وقال البحتري:

بث اللهى في المعتفين فلم يدع ... في الأرض مجتدياً ولا مسترفدا

<<  <  ج: ص:  >  >>