للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شفيعك فاشكر في الحوائج إنه ... يصونك عن مكروهها وهو يخلق

فأما معنى البيت الثاني فمبتذل متداول، يجري في العادات وفي كلام الناس، إلا أن أبا تمام أحسن العبارة عنه فصار مثلا.

وقال البحتري:

وكريم غدا فأعلف كفي ... مستميحاً في نعمة من كريم

حاز حمدي وللرياح اللواتي ... تجلب الغيث مثل حمد الغيوم

وأصحاب السرقات يقولون: هذا مأخوذ من قول أبي تمام:

«وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة»

وليس الأمر كذلك، لأن هذا المعنى مشترك بين الناس، وليس باختراع لأبي تمام، لأنك دوماً تسمع القائل يقول لمن بلغ حاجته بشفاعته: ما أعتد هذا إلا من مالك، أو من الله ثم منك، فليس لأبي تمام فيه أكثر من أن عبر عنه عبارة حسنة مكشوفة، فصارت مثلاً، والمعنى جار في العادات فجاء به البحتري ومثله بمثال أبدع فيه فأغرب، وهو قوله:

حاز حمدي وللرياح اللواتي ... تجلب الغيث مثل حمد الغيوم

<<  <  ج: ص:  >  >>