فقوله: «يغشى الجبال فتقلق» أي: يحطمها بكثرته، ويجوز أن يريد بقوله: «يغشى الجبال» أي: جيوشاً فيقضها، والأول أشبه.
وقال البحتري في كثافة الجيش وكثرته:
لما أتاك يقود جيشاً أرعناً ... يمشي عليه كثافة وجموعا
يريد انضمام الخيل والرجالة، بعضهم إلى بعض، بكثرتهم حتى يمشي الماشي عليهم، وإنما نحا نحو قول قيس بن الخطيم:
لو أنك تلقي حنظلاً فوق بيضنا ... تدحرج عن ذي سامة المتقارب
وقول قيس أحسن وأجود وأبرع.
وقوله: «عن ذي سامة» أي: على ذي سامة، والسام: خطوط في البيض يجري فيها ماء الذهب.
وقد أخذ ابن الرومي معناه، ولفظه أيضاً فقال:
فلو حصبتهم بالفلاة سحابة ... لظل عليهم حصباً يتدحرج
وليس في قصيدته أجود من هذا البيت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute