للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتى تراه فتنفي العسر غرته ... نفياً وينبع من أسرارها اليسر

فوضع القدر ها هنا بحيث أراد أنه جالب للخير واليمن والغنى، وليس يليق القدر بهذا الموضع، ولو كان ذكره في حرب، وأنه منصب على النفوس انصباب القدر الذي لا مرد له، كان ذلك أليق وأشبه، كما قال البحتري:

ضرب الجبال بمثلها من رأيه ... غضبان يطعن بالحمام ويضرب

أوفى فظنوا أنه القدر الذي ... سمعوا به فمصدق ومكذب

ولكنه قد قال في موضع آخر وأجاد وأحسن:

بأسمح من غر الغمام سماحة ... وأشجع من صرف الزمان وأنجد

ففضله في السماحة على غر الغمام، وفي البأس على صرف الزمان.

قال أبو تمام:

رآه العلج مقتحماً عليه ... كما اقتحم الفناء على الخلود

أخذه من قول مسلم بن الوليد:

موف على مهج في يوم ذي رهج ** كأنه أجل يسعى إلى أمل

وقد أحسن كل الإحسان الذي يقول:

سريع اختلاس الروح يغدو فلا يرى ... به الباسل العادي إليه بباسل

<<  <  ج: ص:  >  >>