للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لبسوا القوانس ثم جاءوا ... كأمثال الكواكب حين تجري

وقال أبو تمام:

مصيف من الهيجا ومن جاحم الوغى ... ولكنه من وابل الدم مربع

عبوس كسا أبطاله كل قونس ... يرى المرء منه وهو أقرع أنزع

قوله: «وهو أقرع أنزع» كما يقال: هذا الشراب حلو حامض، أي قد جمع الطعمين، أي: يرى المرء وهو أقرع وهو أيضاً أنزع، وإلى هذا ذهب والله أعلم، وفيه معارضة، وهو أنه لا يكون من أجل البيضة أقرع، وإنما يكون من أجلها أنزع فقط، اللهم إلا أن يقيم البيضة مقام الشعر، وذلك في غاية البعد، ولو كانت الرواية: «يرى المرء فيه» مكان «منه» «وهو أقرع أنزع» كان المعنى صحيحاً، ولو كانت القافية منصوبة لكان المعنى أصح من كل صحيح، أي: يرى المرء الذي هو أقرع أنزع.

ولله در أبي عبادة إذ يقول:

قوم إذا قيل النجباء فما لهم ... غير الحفائظ والردى من مهرب

حص التريك رؤوسهم فرؤوسهم ... في مثل لألاء التريك المذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>