للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «في أخريات الجذع كالحرباء» ما زلت أسمع الشيوخ من أهل العلم بالشعر يقولون إنه ما شبه المصلوب بأصح من هذا التشبيه ولا أقرب ولا أحسن لفظاً ولا أشبه بكلام العرب.

وأما ما تقدم من قول أبي تمام فإنه حكمة متقنة وفلسفة تفوق كل فلسفة وتتقدم معاني الناس في الرقة واللطافة.

وقال البحتري في قوم أخذوا ومعهم صليب لهم فصلبوا:

وما صليب ابن آشوط بأمنع من ... صليب برجان إذ خلوه وانجفلوا

أمسى يرد حريق الشمس جانبه ... عن بابك وهو في الباقين يشتعل

كأنهم ركبوا في الحرب وهو لهم ... بند فما لف مذ أوفى ولا نزلوا

تفاوتوا بين مرفوع ومنخفض ... على مراتب ما قالوا وما فعلوا

رد الهجير لحاهم بعد شعلتها ... سوداً فعادوا شباباً بعدما اكتهلوا

وهذا مرعى ولا كالسعدان.

وقال:

قوم ترى أرماحهم يوم الوغى ... مشغوفة بمواطن الكتمان

<<  <  ج: ص:  >  >>