للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه القصيدة فيها جيد نادر، وفيها رديء ساقط، وفيها ألفاظ وضعها في غير موضعها، فمن ذلك قوله: «لنا غرر زيدية أددية إذا نجمت» وليس هذا موضع «نجمت»، إنما هو موضع «ذكرت»، لأن الشيء يذكر وقتاً بعد وقت، وإذا نجم الشيء فليس ينجم وقتاً بعد وقت، يقال: قد نجم خارجي في موضع كذا وكذا، وقد نجم في بلد كذا مذهب رديء، أي ظهر، وقد نجم قرن الظبي، إذا طلع، ونجمت سن الصبي، فما معنى «لنا غرر إذا نجمت» وهي قد نجمت وفرغ الله من نجومها؟، و «ذكرت» كان أولى بهذا الموضع، وإنما يقال «نجمت» من أجل قوله «الأنجم» ليتجانس اللفظ، وإنما يحسن التجنيس إذا حسنت وصحت المعاني.

وقوله: «لنا جوهر ...» بيت رديء سخيف، وزاد في سخفه قوله: «منه»، لأن «منه» إنما يوجب أن يكون من جوهرنا، وهو ليس يريد: لنا جوهر لو خالط الأرض أصبحت وبطانتها من جوهرنا، وإنما كان ينبغي أن يقول: لنا جوهر وظهرانها تبر، لأن هذا الجوهر غير ذلك الجوهر، وإنما قاسه به، فإذا قال: «وبطنانها منه» فقد رد الكناية إلى الجوهر الأول وسقط أن يكون في ذلك فائدة، وهو إنما أراد لفظ الجوهر ولم يراع المعنى فجاء به رديئاً.

وقوله: «وكور اليتامى في السنين ...» بيت ركيك جداً بارد المعنى سخيف عامي.

وقوله:

«كماة إذا ظل الكماة بمعرك ... وأرماحهم حمر ....»

<<  <  ج: ص:  >  >>