عافوك خصك مكروه فعمهم ... ثم انجلى فتجلت أوجه شحب
بحسن رأي أمير المؤمنين وما ... لصاعد وهو موصول به سبب
ما كان إلا مكافاة وتكرمة ... ذاك الرضى وامتحاناً ذلك الغضب
وربما كان مكروه الأمور إلى ... محبوبها سبباً ما مثله سبب
هذي مخايل برق خلفه مطر ... جود ووري زناد خلفه لهب
وأزرق الفجر يأتي قبل أبيضه ... وأول الغيث قطر ثم ينسكب
وقال في حبس أبي سعيد محمد بن يوسف:
جعلنا فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو والنازل المشكي
وما هذه الأسباب إلا منازل ... فمن منزل رحب ومن منزل ضنك
وقد هذبتك النائبات وإنما ... صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك
وما أنت بالمهزوز جأشاً على الأذى ... ولا المتفري الجلدتين على الدعك
على أنه قد ضيم في حبسك الهدى ... وأضحى بها الإسلام في قبضة الشرك
أما في نبي الله يوسف أسوة ... لمثلك محبوساً على الظلم والإفك
أقام جميل الصبر في السجن برهة ... فآل به الصبر الجميل إلى الملك
وهذا من إحسانه المشهور.
وكان سبب حبسه أنه كوتب بأن يدعو على منابر الثغور التي يليها لسعيد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute