وقال البحتري:
يا صاحب الجدث المقيم بمنزل ... ما للأنيس بحجرتيه مقام
قبر تكسر فوقه سمر القنا ... من لوعة وتشقق الأعلام
ملآن من كرم وليس يضره ... مر السحاب عليه وهو جهام
بي لابغيري حفرة محفورة ... لك في ثراها رمة وعظام
قوله: «ملآن من كرم» بيت في غاية الحسن، وإنما هو محذو على قول
أبي تمام:
«وكيف احتمالي للسحاب صنيعة»
وإن كان قد عدل عن المعنى عدولاً لطيفاً.
وقال:
سقى الله قبرًا لو يشاء ترابه ... إذا سقيت منه الغيوم الهواطل
نأى ربه عنا وأعرض دونه ... على كرهنا عرض الثرى والجنادل
حيا الأرض ألقت فوقه الأرض ثقلها ... وهول الأعادي فوقه الترب هائل
قوله: «لويشاء ترابه» إسراف عظيم كأنه إسراف أبي تمام، وليس هو مأخوذاً من قول أبي تمام: «وكيف احتمالي ....».
وما اشتد خطب الدهر إلا ألانه ... حميد بني عبد الحميد الأكارم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute