للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليال كسين من رقة الصيف ... فخلين لأنهن برود

وكيف لم يجد شياً يجعله في الرقة غير البرد؟ ولكن الجيد في وصف الحلم قوله متبعاً للمذهب الصحيح المعروف:

خفت إلى السؤدد المجفو نهضته ... ولو يوازن رضوى حلمه رجحا

وقوله:

فلو وزنت أركان رضوى ويدبل وقيس بها في الحلم خف ثقيلها

وأبو تمام لا يجهل هذا من أمر الحلم، ويعلم أن الشعراء إليه تقصد، وإياه تعتمد، ولعله قد أورد مثله، ولكنه يريد أن يبتدع فيقع في الخطأ.

٣ - وأنكر أبو العباس على أبى تمام قوله:

من الهيف لو أن الخلاخل صورت ... لها وشحاً جالت عليها الخلاخل

ولم يذكر موضع العيب فيه، ولا أراه علمه، وأنا أذكره وألخصه فأقول: إن هذا لذى وصفه أبو تمام ضد ما نطقت به العرب، وهو أقبح ما وصف به النساء؛ لأن من شأن الخلاخيل والبرين أن توصف بأنها تعض في الأعضاد والسواعد وتضيق في الأسواق، فإذا جعل خلاخيلها وشحاً تجول فقد أخطأ الوصف؛ لأنه لا يجوز أن يكون الخلخال

<<  <  ج: ص:  >  >>