لئيم الجدود والفعال فما له ... أب داخل في الأكرمين ولا فعل
له همة لو فرق الله شملها ... على الناس لم يجمع لمكرمة شمل
له حسب لو كان للشمس لم تنر ... وللماء لم يعذب وللنجم لم يعل
وهذا أهجأ بيت سمعت به له على تقصير البحتري في الهجاء، والبحتري على كل حال أهجأ من أبي تمام.
وقال أبو تمام يهجو عياش بن لهيعة:
النار والعار والمكروه والعطب ... والقتل والصلب والمران والخشب
أحلى وأعذب من سيب تجود به ... ولن تجود به يا كلب يا كلب!
بني لهيعة ما بالي وبالكم ... وفي البلاد مناديح ومضطرب؟
لجاجة بي فيكم ليس يشبهها ... إلا لجاجتكم في أنكم عرب!
عياش مالك في أكرومة أرب ... ولا لأكرومة في ساقط أرب
يا أكثر الناس وعداً حشوه خلف ... وأكثر الناس قولاً حشوه كذب
ظللت تنتهب الدنيا وزخرفها ... وظل عرضك عرض السوء ينتهب
قوله:«النار والعار» من أبياته المشهورة التي يضحك منها، وإنما أراد بقوله:«المران والخشب» أنه تمنى أن يضرب بهما، كأنه اختار ذلك على نائل الذي مدحه، ودعته الضرورة إلى أن جمع بين «المران والخشب»، وكان أحدهما يكفي من الآخر.