للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في موضع آخر:

«وأوحى ربك إلى النحل»

فإن كان هذا يجوز في كل موضع، فلعله أراد: فكأنها عين، أي: فكأن الزاهرة عين للذي يتحدر.

وهذه أبيات حسان، وتشبيهات وتمثيلات صحيحة، ولكن الصنعة وشدة التكلف ظاهران فيها، وليس لفظها، ولا نسجها بالحلو، والجيد النادر في هذا المعنى قول البحتري:

مثالك من طيف الخيال المعاود

سقى الغيث أكناف الحمى من محلة ... إلى الحقف من رمل النقا المتقاود

ولا زال مخضر من الغيث يانع ... عليه بمحمر من اللون جاسد

شقائق يحملن الندى فكأنه ... دموع التصابي في خدود الخرائد

كأن يد الفتح بن خاقان أقبلت ... تليها بتلك البارقات الرواعد

فمن لؤلؤ في الأقحوان مفصل ... على نكت مصفرة كالفرائد

يذكرنا ريا الأحبة كلما ... تنفس في جنح من الليل بارد

كأن جنى الحوذان في رونق الضحى ... دنانير تبر من توأم وفارد

رباع تردت بالرياض مجودة ... بكل جديد الماء عذب الموارد

إذا راوحتها مزنة بكرت لها ... شآبيب مجتاز عليها وقاصد

<<  <  ج: ص:  >  >>