للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلفت لها بالله يوم التفرق

تلفت من أعلى دمشق ودوننا ... للبنان هضب كالغمام المعلق

إلى الحيرة البيضاء والكرخ بعدما ... ذممت مقامي بين بصرى وجلق

إلى معقلي عزي وداري إقامتي ... وقصد التفاتي بالهوى وتشوقي

مقاصير ملك أقبلت بوجوهها ... على منظر من عرض دجلة مونق

كأن الرياض الحو يكسين حولها ... أفانين من أفواف وشي منمق

إذا الريح هزت نورهن تضوعت ... روائحه من فأر مسك مفتق

كأن القباب البيض والشمس طلقة ... تضاحكها أنصاف بيض مفلق

ومن شرفات في السماء كأنها ... قوادم بيضان الحمام المحلق

وهذا من الحسن والصحة كما تراه.

وقال أيضاً في مدح المعتز:

لما كملت روية وعزيمة ... أعملت رأيك في ابتناء الكامل

وغدوت من بين الملوك موفقاً ... منه لأيمن حلة ومنازل

ذعر الحمام وقد ترنم فوقه ... من منظر خطر المزلة هائل

رفعت لمنخرق الرياح سموكه ... وزهت عجائب حسنه المتخايل

وكأن حيطان الزجاج بجوه ... لجج يمجن على جنوب سواحل

وكأن تفويف الرخام إذا التقى ... تأليفه بالمنظر المتقابل

حبك الغمام رصفن بين منمر ... ومسير ومقارب ومشاكل

<<  <  ج: ص:  >  >>