للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل أبي تمام لا يسوغ له الغلط في مثل هذا؛ لأنه حضرى، إنما يسامح في ذلك البدوى الذي يريد الشئ ويلم يعاينه فيذكر غيره؛ لقلة خبره بالأشياء التي تكون بالأمصار.

وأما أبو تمام فليست هذه حاله، ما جهل هذا، ولكنه سامح نفسه فيه، ألا ترى إلى قوله في موضوع آخر يصف قصيدةً:

الجد والهزل في توشيع لحمتها ... والنبل والسحف والأشجان والطرب

فقال ((في توشي لحمتها)).

١٠ - ومن خطائه قوله:

لو كان في عاجل من آجل بدل ... لكان في وعده من رفده بدل

ولم لا يكون في عاجل من آجل بدل؟ والناس كلهم على اختيار العاجل إيثاره وتقديمه على الآجل، ألا ترى قول الذي قول القائل الذي قد صار مثلا: ٣ والنفس ملوعة بحب العاجل والعاجل أبداً هو المطلوب والمرغوب فيه، حتى إن قليلة يؤثر على كثير الأجل، كام قال الآخر:

أعذل عاجل ما أشتهى ... أحب من الأكثر الرائث

كأنه يريد عاجل ما اشتهى مع القلة أحب من الأكثر المبطئ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>