وهذا باب - أعني المطابق - لقبه أبو الفرج قدامة بن جعفر في كتابه المؤلف في نقد الشعر " المتكافئ "، وسمى ضرباً من المجانس المطابق، وهو: أن تأتي الكلمة مثل الكلمة سواء في تأليفها واتفاق حروفها، ويكون معناها مخالفاً، نحو قول الأفوه الأودي:
وأقطع الهوجل مستأنسا ... بهوجلٍ عيرانةٍ عنتريس
والهوجل الأول: الأرض البعيدة، والهوجل الثاني: الناقة العظيمة الخلق الموثقة، وقول أبي دواد الإيادي:
عهدت لها منزلا دارساً ... وآلاًِ على الماء يحملن آلا
فالآل الأول: أعمدة الخيام، والآل الثاني: ما يرفع الشخوص.
وقول زياد الأعجم:
ونبئتهم يستنصرون بكاهلٍ ... وللؤم فيه كاهلٌ وسنام
وما علمت أن أحد فعل هذا غير أبي الفرج، فإنه وإن كان هذا اللقب يصح لموافقته معنى الملقبات، وكانت الألفاظ غير محظورة،