وأما قول عمر رضي الله عنه في زهير:" إنه كان لا يتتبع حوشي الكلام " فإن أبا تمام كان لعمري يتتبعه، ويتطلبه، ويتعمد إدخاله في شعره؛ فمن ذلك قوله:
أهلس أليس لجاءٌ إلى هممٍ ... تغرق الأسد في آذيها الليسا
ويروى " أهيس أليس " الجاد، وهذه الرواية أجود، وهي مثل:
إحدى لياليك فهيسى هيسى
والهلاس: السلال من شدة الهزال؛ فكان قوله " أهلس " يريد خفيف اللحم، والأليس: الشجاع البطل الغاية في الشجاعة، وو الذي لا يكاد يبرح موضعه في الحرب حتى يظفر أو يهلك؛ فهاتان لفظتان مستكرهتان إذا اجتمعتا، لم يقنع بأهلس أليس حتى قال في آخر البيت " الليسا " يريد جمع أليس،