فحذف النون من آخر " فعولن " كلها، وهي أربعة، وحذف الياء من " مفاعيلن " التي في المصراع الثاني أيضاً، كما فعل في البيت قبله.
ومن ذلك قوله من هذا النوع أيضاً:
يقول فيسمع، ويمشي فيسرع ... ويضرب في ذات الآله فيوجع
فحذف النون من " فعولن " الأول، والياء من " مفاعيلن " التي تليها، ومن " فعولن " التي هي أول المصراع الثاني، وذلك كله يسمى مقبوضاً، وهو من الزحاف الحسن الجائز، إلا أنه إذا جاء علىلتوالي والكثرة في البيت الواحد قبح جداً.
وقال:
لم تنتقض عروةٌ منه ولا قوةٌ ... لكن أمر بني الآمال ينتقض
وهذا من النوع الأول من البسيط، ووزنه مستفعلن فاعلن، وعروضه وضربه فعلن، فزاد في عروضه حرفا فصار فاعلن؛ لأنه قال " قوة " فشدد، وذلك إنما يحسب له في أصل الدائرة لا في هذا الموضع، فإن خففها حتى تصير على وزن فعلن فيتزن البيت كان مخطئاً من طريق اللغة،