للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجعل التي تسقى هي الرواعد، وقال الكميت:

وأنت في الشتوة الجماد إذا ... أخلف من أنجمٍ رواعدها

ومثل هذا كثيرٌ في كلامهم لا ينكره منكر، وقال أبو تمام:

وكذا السحائب، قلما تدعو إلى معروفها الرواد ما لم تبرق

فجعل البرق عند الرواد دليل الغيث، وقد يكون برق لا مطر معه كثيراً، وبرق الخلب هذه حاله؛ فالبحتري في أن أقام الرعد مقام الغيث أعذر من أبي تمام لأنه قد يرتفع سحاب ويبرق ولا يمطر، فإذا أرعد لا يكاد يخلف.

٣ - ومن ذلك قول البحتري:

يا هلالاً أوفى بأعلى قضيبٍ ... وقضيباً على كثيبٍ مهيل

وقالوا: هذا خطأ؛ لأن الكثيب - إذا كان مهيلاً - فإنه يذهب ولا يستمسك، وذلك مذموم من الوصف،

<<  <  ج: ص:  >  >>