للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأثافٍ أتت لها حججٌ دو ... ن لظى الناء مثلٌ كالأثافي

وقوله " مثل " أي قائمة ثابتة " كالأثافي " يريد الكواكب التي عند الفرقدين وهي ثلاثة، قيل لها أثاف لشبهها بالأثافي، فشبه البحتري الأثافي بها لثبوتها وأنها مثلٌ على مر الدهر؛ قال أبو حنيفة الدينوري في كتابه في الأنواء: إن في تثليثها طولاً، ولو شبهها البحتري بالنسر الواقع - لأنه أشهر وأظهر وأقرب شبهاً - لكان ذلك أحسن وأليق وأكشف للمعنى من أن يشبهها بشيء إنما استعير له اسمها، وليس يعرفه كل أحد، ولكنه جاء به من أجل القافية، وقال البحتري:

لها منزلٌ بين الدخول فتوضح ... متى تره عين المتيم تسفح

عفا غير نؤي دارسٍ في فنائه ... ثلاث أثافٍ كالحمائم جنح

وهذا جيد حسن وعلى منهج الشعراء، وأظنه أخذه من قول عدي بن زيد:

وثلاث كالحمامات بها ... بين مجثاهن توشيع الحمم

قال ابن الأعرابي: لا يكون " مجثاهن " إنما هو " مجراهن ".

<<  <  ج: ص:  >  >>