للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كحواشي الرداء قد مح منه ... بعد حسنٍ عصائب التسهيم

وهذا حسن جداً. وقول البحتري " يضعفن عن إذكارنا عهد الصبى " يعني لطول عهدهن ودروسهن.

وقد تصرف شعراء الجاهلية والإسلام في وصف آثار الديار أحسن تصرفٍ، وأتوا فيه بكل تشبيه مستحسن ومعنى مستغرب؛ فمنه قول طرفة:

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

الوشم: أثر الحناء. وخص ظاهر اليد لأن دروسه أسرع. وقال لبيد:

وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زبرٌ تجد متونها أقلامها

وهذا ما زلت أسمع العلماء تعجب من حسنه ولطافة معناه، وكان الفرزدق إذا أنشده يسجد ويقول: إنا نعرف مكان السجود في الشعر كما تعرفونه في القرآن. وقال آخر، وأنشده إسحاق بن إبراهيم:

تمتع بكر الطرف في رسم منزلٍ ... تحمل عنه قاطنوه فأقفرا

ترى فيه آثاراً، وإن كان داثراً ... تذكرك الشوق القديم فتذكرا

<<  <  ج: ص:  >  >>