للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا أن تجعل الخطوب هي التي أحاطت به من كل وجه حتى عفته وأبلته وأخلته من أهله، لا [أ] نه أحاط بها.

وقد قيل: سؤر الخطوب [بالهمز: بقية ما أبقته الخطوب] (١) كسؤر السبع إذا ولغ في الشيء، ثم أسأر منه، وليس هذا ببعيد من المعنى، بل هو وجه جيد (٢).

وقال البحتري:

مغاني سليمى بالعقيق ودورها ... أجد الشجا أخلاقها ودثورها (٣)

وما خلتها مأخوذة بصبابتي ... صحائف تمحى بالرياح سطورها

وهذا من أحسن معنى وأبرعه.

وقوله: «وما خلتها مأخوذة بصبابتي»، مما يسأل عنه فيقال: كيف تؤخذ الصحائف وهي عرصات الدار بصبابته؟، فمعنى مأخوذ بصبابتي: أي ملزمة صبابتي، كما يقال: قد أخذ فلان بأن يفعل كذا وكذا: أي ألزمه، كما يقال للرجل: افعل كذا وكذا، فيقول: من أخذني بهذا، أي من ألزمنيه؟ ومن ناطه بي (٤) وعلقه عليَّ. وكما يقال كذا وكذا وما أخذ ما أخذه، أي وما اتصل به، وتعلق عليه، ولزم طريقته.

ولا أعرف لأبي تمام معنى جيداً في ذكر الرياح إلا قوله:

يا منزلاً أعطى الحوادث حكمها ... لا مطل في عدة ولا تسويفا (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>