قد مررنا بالدار وهي خلاء ... فبكينا طلولها والرسوما (١)
وسألنا ربوعها فانصرفنا ... بشفاء وما سألنا حكيما
وهذه معنى حسن حلو، ومذهب صحيح قد تقدم الناس فيه.
وقال البحتري في مثله أو قريب منه:
يا دار لا زالت رباك مجودة ... من كل غادية تعل وتنهل (٢)
فهمتنا دول الزمان وصرفه ... وأريتنا كيف الخطوب النزل (٣)
أراد تعل الربى وتنهل من كل غادية.
وقوله:«فهمتنا دول الزمان وصرفه» مع تمام البيت، وقريب من قول أبي تمام:«فانصرفنا بشفاء»، وإن كان أبو تمام إنما انصرف بشفاء من العلم بأهل الدار أنها منهم مقفرة.
والبحتري قد دل على هذا إلا أنه جاء في بيت بأسره، ومعنى أبي تمام جاء به في حكمة واحدة، وأتى بزيادة في غاية الحلاوة والصحة، وهو قوله:«وما سألنا حكيما».
... فأبو تمام في هذا عندي أشعر من البحتري.
... ومما يشبه قول أبي تمام:«فانصرفنا بشفاء»، أو يقاربه قوله: