للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيض فهن إذا رمقن سوافراً ... صور وهن إذا رمقن صوار (١)

في حيث يمتهن الحديث لذي الصبا ... وتحصن الأسرار والأسرار (٢)

قوله: «لا أنت أنت» لفظ من ألفاظ أهل الحضر، مستهجن وليس بجيد، لكن قوله: «ولا الديار ديار» كلام معروف من كلام العرب، مستعمل حسن أي ليست الديار دياراً كما عهدت، مثل ما يقال في الإيجاب:

* إذ الناس ناس والزمان زمان (٣) *

أي كما عهدت قال جرير:

وكنا عهدنا الدار والدار مرة ... هي الدار إذ حلت بها أم يعمرا (٤)

وكما قال ابن حطان في النفي:

أنكرت بعدك من قد كنت أعرفه ... ما الناس بعدك يا مرداس بالناس (٥)

فبنى أبو تمام على هذا قوله: «لا أنت أنت» أي لست أنت الذي كنت تعهد محباً وامقاً، ذا مقة، أي قد تغيرت وتغيرت الديار.

وقوله: «فهي بحار»؛ والبحر: الماء والملح، ويقال: قد أبحر الماء، إذا صار ملحاً.

وقوله: «وتحصن الأسرار والأسرار» الأول جمع سر (٧)، يعني النكاح، والثاني يريد الحديث، أي هو محفوظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>