للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظل سراة القوم مثنى وموحداً ... نشاوى بعينيها كأنهم شرب (١)

قوله: «مراح الهوى فيها ومسرحه الخصب» أي الهوى مخصب فيها لكثرة الحسن بها في مراحه ومسرحه.

وقد يكون أراد خصب النبات لأنه قال بعده: «مؤزرة من صنعة الوبل والندى».

والمعنى الأول أجود وألطف، ولا يكون هذا البيت متعلقاً بما قبله.

وقوله: تحير في آرامها الحسن فاغتدت ... قرارة من يصبى ونجعة من يصبو

فإنه من حلو الكلام.

وقوله: «سواكن في بر كما سكن الدمى» فالدمى: الصور، جمع دمية، أي هن سواكن في بر، أي في صلاح، كما سكن الصور، لأن الصور سواكن بلا حركة، كأنه ينسبهن إلى الوقار وقلة الأسر، وهذه صفة العفائف من النساء.

وقوله: «نوافر من سوء كما نفر السرب» فالسرب: الجماعة من الظباء والقطا، ومن بقر الوحش أيضاً إلا أن المستعمل في بقر الوحش، والمستعمل في الربرب (٢).

وقوله: «أتراب الغيداء» أي أتراب لها سنيها، وليس لها في الحسن ترب.

وقوله: «يروح ويغدو في خفارته الحب» أي لا يلحق الحب معه آفة من ثلم ولا نقص ولا تغير ولا ضعف، وهذه كلها معان حسنة متقنة، وألفاظ

<<  <  ج: ص:  >  >>