للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد من اللهو لم تذمم عوائده ... يوماً فينسى ولم تقدم بواديه (١)

وقال أيضاً:

خلفتكم الأنواء في أوطانكم ... فسقت صوادي أربع وطلول (٢)

وإذا السحاب ترجحت هضباته ... فعلى محل بالعقيق محيل

حتى تبل منازلاً لو أنها ... كثب لرحت على جوى مبلول (٣)

... وقال أبو تمام:

أيها البرق بت بأعلى البراق ... واغد فيها بوابل غيداق (٤)

دمن طالما التقت أدمع الغـ ... ـيث عليها وأدمع العشاق (٥)

وقال أبو تمام أيضاً وهذا من أحسن معاني هذا الباب، وهو [من] أحسانه المشهور:

يا منزلاً أعطى الحوادث حكمها ... لا مطل في عدة ولا تسويفا (٦)

أرسى بناديك الندى وتنفست ... نفساً بعقوتك الرياح ضعيفا (٧)

شغف الغمام بساحتيك فربما ... روت رباك الهائم المشغوفا

وقوله: «وتنفست نفساً بعقوتك الرياح ضعيفا» مما استحسنه الناس، وقد ذكرته في باب محو الرياح للديار، ومن أين أخذ المعنى (٨).

وقوله: «شغف الغمام بساحتيك» يدعو له بالسقيا على سبيل الجزاء، بما روته رباه من أحبابه فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>