للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بين هذا المعنى بقوله:

إن للبين منة لن تؤدي ... ويداً في تماضر بيضاء (١)

حجبوها حتى بدت لفراق ... كان داء لعاشق ودواء

أضحك البين يوم ذاك وأبكى ... كل ذي صبوة، وسر وساء

فجعلنا الوداع فيه سلامًا ... وجعلنا الفراق فيه لقاء (٢)

وهذا مذهب صحيح، ومعنى واضح.

وقال البحتري أيضاً:

ويوم تلاق في فراق شهدته ... بعين إذا نهنهتها دمعت دما (٣)

فكيف يكون يوم تلاق طويل؟

وقال في نحوه أيضاً:

إن الفراق جلا لنا عن غادة ... بيضاء تجلو عن شتيت أشنب (٤)

ألوت بموعدها القديم وأيأست ... منه بلي بنانه لم تخضب (٥)

وقال أيضاً فيما يؤكد هذا المعنى، ويزيده صحة:

من وراء العيون كثبان رمل ... تنثني أفنانهن فنونا (٦)

وبود القلوب يوم استقلت ... ظعن الحي أن تكون عيونا (٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>