للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحسن إصبعها (١)، واستقبح إشارتها مودعة، والعنم: شجر (٢) له أغصان لطيفة غضة كأنها بنان جارية، والواحدة غنمة.

وهذا خطأ منه أن يستقبح إشارتها بالوداع إليه، أتراه ما سمع قول جرير:

أتنسى إذ تودعنا سليمى ... بفرع بشامة سقى البشام (٣)

فدعا للبشام بالسقيا، لأنها ودعته به فسر بتوديعها.

وأبو تمام إنما استحسن إصبعها، واستقبح إشارتها، فما ظنك بمن استقبح إشارة معشوقة إليه عند توديعه، وهذا يدل على أنه ما عرف شيئاً من هذا ولا شاهده، ولا بلي به.

... وقال في وصف النساء المفارقات أيضاً:

فخت دموعك في إثر الخليط لدن ... خفت من الكثب القضبان والكثب (٤)

من كل ممكورة ذاب النعيم لها ... ذوب الغمام فمنهل ومنسكب

أطاعها الحسن، وانحط الشباب على ... فؤادها، وجرت في روحها النسب (٥)

لم أنسها وصروف البين تخلجها ... ولا معول إلا الواكف السرب (٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>