للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصفوا بنان المرأة بالخضاب نحو قول الشاعر:

ويبدي الحصى منها إذا قذفت به ... من البرد أطراف البنان المخضب

وقول الراعي:

* حمر الأنامل عين طرفها ساج *

ومثله كثير (١)، وعليه مذاهب الناس.

ولا نعلم أحداً شرط في البنان أنه غير مخضوب غير البحتري في هذا البيت، وإنما يذكرون الخضاب أو لا يذكرونه.

وما أظن البحتري قال هذا عياً ولا جزافاً ولا قاله إلا أن البنانة لم تكن مخضوبة، فوصف الحال على مذاهب الناس ومذهبه في وصف الشيء على ما هو؛ لأن هذا إذا أورده على ما هو لم تك فائدة، فأقول:

إنه قد يجوز أن يكون (٢) والله أعلم ذهب إلى أحد معنيين:

إما أن يكون خطر بباله عند نظم البيت قول الشاعر:

وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين (٣)

فقال هو: «وأيأست منه بلي بنانة لم تخضب»؛ لأن المرأة لا عهد لها مخضوبة البنان كانت أو غير مخضوبة؛ ألا ترى إلى قوله بعد هذا:

وأرت العهود الغانيات صبابتي ... آلاً جرى، ووميض برق خلب (٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>