للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: «تحيي الهوى» أي بهجرها، و «تميته» بوصلها ونائلها، كما قال جرير:

فلما التقى الحيان ألقيت العصا ... ومات الهوى لما أصيبت مقاتله (١)

أي لما أصيبت مقاتله بالاجتماع.

«وتشعب أعشار الفؤاد» (٢) تضمها، وتلائم بينها، وأعشاره: أجزاؤه من قول امريء القيس

* «في أعشار مقتل» *

(٣) وإنما قيل أعشار؛ لأن العشرة نهاية في كل شيء من العدد، واحدها عشر، فإنما أراد جميع القلب.

وقوله: «تصدع»، أي تشق، يريد (٤) تلائم بين أجزائه مرة، وتفرق مرة أخرى بينها، مثل قوله: «تحيي الهوى وتميته».

وقوله: «وأقرع بالعتبى حميا عتابها»، أي أعتب إذا عاتبت، وأنتهي إلى ما فيه رضاها، فجعل شدة غضبها عند العتاب حميا كحميا الخمر، وهي شدتها، وجعل العتبى التي تكون منه حتى يزول غضبها قرعاً كقرع الخمر بالماء حتى تلين.

وقوله: «وقد تستقيد الراح حين تشعشع»، أي وهي مع أني كسرت غضبها وقمعته يقهرني حبها، ويغلبني سكر هواها، ويملكني كما تستقيد الراح فتصرع بالسكر من يقرعها بالمزاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>