للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد شبه الثغر بالبرد والأقاحي في مصراع فقال:

يضحكن عن برد ونور أقاح ... ويشبن ظلم رضابهن براح (١)

ووصله ببيت هو في حسنه وحلاوته فقال:

وإذا برزن من الخدور سفرن عن ... هميك: من ورد ومن تفاح

وقد شبه البحتري أيضاً بياض ثغر المرأة بالبرق، وبضوء المصاح فقال:

أضوء برق بدا أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي (٢)

ثم قال بعده:

ويرجع الليل مبيضاً إذا ضحكت ... عن أبيض خضل السمطين لماح (٣)

وهذا أحسن كلام، وأصحه، وأحلاه.

ولكن البديع في تشبيه الثغر بالبرق قول العديل بن الفرخ العجلي:

ضحكت فقلت غمامة برقت لنا ... بشعاب مكة برقها لا يبرح (٤)

فشرط أن برقها مقيم لا يبرح، وهذ ألطف ما يكون من المعاني وأحسنها.

وقد أحسن البحتري كل الإحسن في قوله:

وشتيتاً يغض من لؤلؤ النظـ ... ـم ويزري على شتيت الأقاحي (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>