للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسطت له وجهي لأكبت حاسداً ... وأبديت عن ناب ضحوك وعن ثغر

وشوق كأطراف الأسنة في الحشا ... ملكت عليه طاعة الدمع أن يجري

... وقال البحتري:

أطل جفوة وتهوين شأنها ... فما العاقل المغرور فيها بعاقل (١)

يرجي الخلود معشر ضل رأيهم ... ودون الذي يرجون غول الغوائل

وليس الأماني في البقاء وإن مضت ... بها عادة إلا أحاديث باطل

إذا ما حريز القوم بات وماله ... من الله واق فهو بادي المقاتل

وما المفلتون أجمل الدهر فيهم ... بأكثر من أعداد من في الحبائل

يسار بنا قصد المنون وإننا ... لنشغف أحياناً بطي المراحل

عجالاً عن الدنيا بأسرع سعينا ... إلى آجل منها شبيه بعاجل (٢)

أواخر من عيش إذا ما امتحنتها ... تأملت أمثالاً لها في الأوائل

وما عامك الماضي وإن أفرطت به ... عجائبه إلا أخو عام قابل

غفلنا عن الأيام أطول غفلة ... وما خوفها المخشي عنا بغافل (٣)

تغلغل رواد الفناء ونقبت ... دواعي المنون عن جواد وباخل

وقال:

إذا عاجل الدنيا ألم بمفرح ... فمن خلفه فجع سيتلوه آجل (٤)

وكانت حياة الحي سوقاً إلى الردى ... وأيامه دون الممات مراحل (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>