وعيرتني سجال العدم جاهلة ... والنبع عريان ما في فرعه ثمر (١)
وما الفقير الذي عيرت آونة ... بل الزمان إلى الأحرار يفتقر (٢)
عزى عن الحظ أن العجز يدركه ... وهون العسر علمي في من اليسر
لم تبق من جل هذا الناس باقية ... ينالها الوهم إلا هذه الصور (٣)
جهل وبخل وحسب المجد واحدة ... من تين حتى يعفى خلفه الأثر (٤)
إذا محاسني اللاتي أدل بها ... كانت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر
على نحت القوافي من معادنها ... وما علي إذا لم تفهم البقر (٥)
ذكر علي بن يحيى المنجم عن شيوخه أن هذا البيت للمخيم (٦) الراسبي، أحد الشعراء في دولة الرشيد، وكان صحب محمد منصور بن زياد فكسب معه مالاً عظيماً، ثم صحب محمد بن يحيى بن خالد البرمكي بعد موت ابن منصور (٧) فلم يحمده فهجاه.
وأخذ بيت بأسره قبيح لأبي عبادة، ومثله لا يضطر إلى هذا.
وقد كان علي بن يحيى انحرف عن (٨) البحتري لأن البحتري هجاه بأمر المتوكل بأبيات ليس مثلها يضر، ولكنه ذكر صورته فقال: