للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطوب إذا لاقيتهن رددنني ... جريحاً كأني قد لقيت الكتائبا (١)

ومن لم يسلم للنوائب أصبحت ... خلائقه طراً عليه نوائبا

وقد يكهم السيف المسمى منية ... وقد يرجع المرء المظفر خائبا

فآفة ذا أن لا يصادف صارماً ... وآفة ذا أن لا يصادف ضاربا (٢)

قوله: «فآفة ذا أن لا يصادف صارماً» ليس بالجيد؛ لأن الشجاع المظفر قد يقطع السيف الكهام في يده، ألا ترى إلى قول البحتري:

وما السيف إلا بز غاد لزينة ... إذا لم يكن أمضى من السيف حامله (٣)

وكان الأجود له أن يقول: فآفة ذا أن لا يصادف مغنماً، أو مضرباً.

يعني المرء المظفر، وآفة ذا أن لا يصادف ضارباً، يعني السيف، لأنه قد جعل آفته في أن صار كهاماً أي أنه لم يجد ضارباً يضرب به، ولم يذهب إلى نحو قول الفرزدق:

كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... وتقطع أحياناً مناط القلائد (٤)

لأن هذا معنى آخر.

... وقال أبو تمام:

وأخرى لحتني حين لم أتبع الهوى ... قيادي ولم ينقض زماعي ناقض (٥)

أرادت بأن يحوي الرغيبات وادع ... وهل يفرس الليث الطلى وهو رابض

وهذا بيت الباب كله، فإنه لا يمر فيه أجود منه، ولا أليق، ولا أحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>