للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «مستن المنى»: المحل الذي يستن فيه المنى، أي يطرد، يذهب ويجيء ويكثر، يريد محل الممدوح وساحته.

وقوله: «يسترشها» إنما أراد يسترش سحابة كف فقال: «يسترشها» فقدم الكناية، وجعل «سحابة كف» بدلاً من الهاء والألف.

يقول: حللت بمحل تستن فيه المنى، وتطلب رشاش سحابة كف.

وقوله: «إذا درجت فيه الصبا» يريد في مستن المنى، كفكفت لها أي للسحابة.

وكفكفت: أي دنت وقربت.

و «قام يباريها» أي يباري الصبا بسحابة كفه أبو الفضل جعفر.

وهذان البيتان لا يتصلان بالبيت الأول، وإنما كان وجه الكلام أن يقول: شجاً في الحشا كان ترداده ليس يفتر، وكانت آمالي به صائمة، فحللت بمستن منى من حاله وصفته، حتى يتصل الكلام بعضه ببعض.

والحذف والاختصار في كلام العرب موجود، ولكن ليس في مثل هذا.

... ومن هذا الباب، وفيه بعض الغموض، قوله:

إن الذي خلق الخلائق قاتها ... أقواتها لتصرف الأحراس (١)

فالأرض معروف السماء قرى لها ... وبنو الرجاء لهم بنو العباس

يريد أن الله تعالى، جعل أقوات عباده من وجوه مختلفة على قدر أزمانها.

والأحراس: الدهور، واحدها حرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>