للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام:

يا أيهذا السائلي أنا شارح ... لك غائبي حتى كأنك حاضره (١)

إني ونصراً والرضا بجواره ... كالبحر لا يبغي سواه مجاوره

ما إن يخاف الخذل من أيامه ... أحد تيقن أن نصراً ناصره

قوله: «أنا شارح لك غائبي» لست أراه شرح شيئاً، وإنما ذكر أن رضاه بجوار نصر كالبحر لا يبغي سواه مجاوره، وهذا خبر مختصر؛ والشرح لا يكون في نصف البيت.

فأما قوله: «ما إن يخاف الخذل» فليس يتعلق بقوله: «أنا شارح لك غائبي حتى كأنك حاضره».

وقد أخبر البحتري بخبر حسن هو أولى بالشرح من أبي تمام فقال:

ومن غرائب ما تأتي الخطوب به ... في أول من صروف الدهر أوتال (٢)

أحدوثة عجب أنبيك عن خبري ... فيها وعن خبر الشاه بن ميكال

فررت منه حياء من قصوري عن ... جزاء ما زاد في جاهي وفي مالي (٣)

لو لم أعوضه شكراً عن تطوله ... إذ لم أقابله إفضالاً بإفضال (٤)

وقد ذكر هذا المعنى في غير موضع، وإنما أذكره في أبوابه إذا جاءت بإذن الله.

... وقال البحتري:

لعمر أبي الأيام ما جار حكمها ... علي ولا أعطيته ثنى مقودي (٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>