للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما أن يجمع بين الحالين فما وجهه وكان ينبغي أن يعلمنا لما توجه كل واحد إلى صاحبه: أين التقيا؟ أفي منتصف الطريف؟

وقصد هذا الرجل الإغراب في الألفاظ والمعاني؛ ومن ها هنا فيسد أكثر شعره.

وقوله (١): «ولا شك» من سخيف الألفاظ وسفسافها، وهي حشو رديء، وليس بالبيت إليه حاجة.

... والجيد النادر في هذا قول البحتري في المهدي بالله:

بارك الله للخليفة في الملـ ... ـك الذي حازه له المقدار (٢)

رتبة من خلافة الله قد طا ... لت بها رقبة له وانتظار

طلبته فقراً إليه وما كا ... ن به ساعة إليها افتقار (٣)

ومثله في الجودة قوله فيه:

سرت تتبغاه الخلافة رغبة ... إليه بأوفى قصدها واعتمادها (٤)

فما علقته خبط عاشية الدجى ... ولكنها اختارته بعد ارتيادها

فهذه هي المعاني الصحيحة، واللفظ المستقيم، والسبك الرصين.

وما أحسن ما قال «سلم الخاسر» في المهدي:

هبطت إليك من السماء خلافة ... دفعت إليك زمامها وقيادها

<<  <  ج: ص:  >  >>