للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام في تقوية الإسلام:

أمسى بك الإسلام بدراً بعدما ... محقت بشاشته محاق هلال (١)

أكملت منه كل كل نقص بعدما ... نقصته أيدي الكفر بعد كمال (٢)

ألبسته أيامك الغر التي ... أيام غيرك عندهن ليال

إنما قال: «أمسى» ولم يقل أضحى من أجل قوله: «بدراً»؛ لأن البدر لا ضوء له في الضحى.

وهذا يصلح أن يقال لوزير ولوالي الثغور، وإن كان في غاية الجودة.

وقال البحتري في المتوكل:

يا كالي الإسلام في غفلاته ... ومقيم نهجي حجه وجهاده (٣)

وقال أبو تمام في مديح محمد بن عبد الملك:

إن الخليفة قد عزت بدولته ... دعائم الدين فليعزز به الأدب (٤)

ودعائم الدين قد توصف بأنها ثبتت، وتمكنت، وأقامت، وتوطدت، فهذا هو اللفظ المستعمل فيها، ألا ترى أنها إذا وصفت بضد هذا الوصف قيل: وهت، وسقطت، وخرت، ولا يقال: ذلت، وإنما قال: «عزت» من أجل قوله: «فليعزز به الأدب» وهذا وإن لم يكن خطأ فليس بالجيد؛ لأنه لفظ موضوع في غير موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>