للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنهم عند استلام ركابه ... غضائب عند البيت حان قفولها

إذا ازدحموا قدامه ووراءه ... مشوا مشية يأبى الأناة عجولها

وقال أبو عمرو والمفضل: كثير أشعر الناس في وصف الهيبة إذ يقول:

شهدت ابن ليلى في مواطن قد خلت ... يزيد بها ذا الحلم حلمًا حضورها

فلا هاجرات القول يورثن عنده ... ولا كلمات النصح ملقى مشيرها

ترى القوم يخفون المواعظ عنده ... وينذرهم عور الكلام نذيرها

وقد أحسن ذو الرمة كل الإحسان إذ يقول في مدح بلال بن أبي بردة:

من آل أبي موسى ترى القوم حوله ... كأنهم الخربان أبصرن بازيا

مرمين من ليث عليه مهابة ... تفادى الأسود الغلب منه تفاديا

فما يغربون الضحك إلا تبسمًا ... ولا ينسبون القول إلا تناجيا

لدى ملك يعلو الرجال بضوئه ... كما بهر البدر النجوم السواريا

ولا الفحش فيه يرهبون ولا الخنا ... عليهم ولكن هيبة هي ما هيا

<<  <  ج: ص:  >  >>