للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله في المهتدي:

تثني بوادره الأناة وإنما ... سارت عزيمته فكانت جحفلا

وقال أبو تمام:

وعزائماً في الروع معتصمية ... ميمونة الإدبار والإقبال

فتعمق الوزراء يطفو فوقها ... طفو القذى وتعقب العذال

والسيف ما لم يلف فيه صيقل ... من سنخه لم ينتفع بصقال

ما كان ينبغي أن يجعل العزائم إدباراً، لأنها لفظة قبيحة ولا يصح لها أيضًا معنى في هذا الموضع، وخاصة وقد قال: «في الروع»، إلا أن يتأول أن يكون أراد قولهم: فلان يضرب الأمر ظهرًا لبطن ويقبل بالرأي ويدبر، يريد أنه يصرفه ويقلبه، وبين اللفظتين فرق كبير، وما كانت ها هنا ضرورة إلى هذا اللفظ الرديء، لأن في سائر الألفاظ والمعاني مندوحة، و «تعقب العذال» رديء أيضاً، لأن الخليفة يجل أن يقدم أحد على عذله، وقوله: «فتعمق الوزراء يطفو فوقها» في غاية الحسن والجودة والحلاوة.

وقال أبو تمام:

ترى الحادث المستعجم الخطب معجماً ... لديه ومشكولاً إذا كان مشكلا

<<  <  ج: ص:  >  >>