للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو تمام في أبي دلف:

جم التواضع والدنيا بسؤدده ... تكدد تهتز من أطرافها صلفا

جعل «الصلف» ها هنا بمعنى: التيه، وهذا مذهب العوام، وقد غري به الشعراء المحدثون، فأما العرب فإن «الصلف» في كلامها: «البغض» من الرجل والمرأة، يقال: قد صلفت المرأة عند زوجها، إذا لم يحببها، وصلفت هي، إذا لم تحببه، فهو صلف، وهي صلفة، كما قال جرير:

إني أواصل من أردت وصاله ... بحبال لا صلف ولا لوام

وقال البحتري في التواضع، يخاطب ابن المدبر:

دنوت تواضعًا وعلوت قدرًا ... فشأناك انحدار وارتفاع

كذاك الشمس تبعد أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاع

وهذا لا شيءء يفوقه حسناً وصحة ومبالغة، وهو بتواضع الخلفاء أشبه منه بتواضع من سواهم، وأظنه أخذ المعنى من قول بشار:

أو كبدر السماء غير قريب ... حين يوفى والضوء فيه اقتراب

/ وبيت البحتري أجود.

وقال في حسن الأخلاق:

صفت مثلما تصفو المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله

<<  <  ج: ص:  >  >>