قال الحافظ: "ولعلَّ العظيم المذكور عقبة بن أبي معيط، فإن عاصمًا قتله" على قول ابن إسحاق "صبرًا بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن انصرفوا من بدر،" بمحلٍّ يُقال له: عرق الظبية, "ووقع عند ابن إسحاق، وكذا في رواية بريدة بن سفيان: أن عاصمًا لما قُتِلَ أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة" بضمِّ السين المهملة وخفة اللام وبالفاء. وصحَّف ابن الأثير فأبدلها ميمًا "بنت سعد" بن شهيد -بضم الشين المعجمة وفتح الهاء- الأنصارية الأوسية، أسلمت في فتح مكة بعدما نازعت طويلًا في إعطاء مفتاح البيت كما في الإصابة، "وهي أم مسافع" بضم الميم وكسر الفاء "وجلاس" بضم الجيم وخفة اللام وسين مهملة، "ابني طلحة العبدري" -بفتح العين المهملة وسكون الموحَّدة وفتح الدال المهملة وبالراء- نسبة إلى عبد الدار بن قصي، "وكان عاصم قتلهما يوم أُحد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها" المذكورين "يوم أُحد: لئن قدرت على رأس عاصم لتشربنَّ الخمر في قحفة -بكسر القاف وسكون الحاء المهملة وبالفاء، "وهو ما انفلق من الجمجمة فبان" ظهر، ولا ينافيه قول غيره أعلى الدماغ؛ لأن الجمجمة إذا انفلقت ظهر أعلى الدماغ، فإذا شربت في القحف فقد شربت في الجمجمة. قال الحافظ: فإن كان محفوظًا احتمل أن تكون قريش لم تشعر بما جرى لهذيل من منع الدبر لها من أخد رأس عاصم، فأرسلت من يأخذه أو عرفوا بذلك، ورجعوا أن يكون الدبر تركته فيتمكنوا من أمره. "قال الطبري: وجعلت لمن جاء برأسه مائة ناقة، فمنعهم منهم الدبر -بفتح الدال المهملة