للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليهم عبد الله بن أُبَيّ: لا تخرجوا من دياركم، وأقيموا في حصونكم، فإن معي ألفين من قومي من العرب يدخلون حصونكم, وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان، فطمع حيي فيما قاله ابن أُبَيّ، فأرسل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم: إنا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك.

فأظهر -صلى الله عليه وسلم- التكبير، وكبَّر المسلمون بتكبيره، وسار إليهم -عليه الصلاة والسلام- في أصحابه، فصلَّى العصر بفناء بني النضير، وعلي يحمل رايته، فلمَّا رأوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاموا على حصونهم، ومعهم النبل والحجارة، واعتزلهم ابن أُبَيّ ولم يمنعهم، وكذا حلفاؤهم من غطفان،


فأرسل إليهم عبد الله بن أُبَيّ" سويداء "وداعسًا: "لا تخرجوا من دياركم، وأقيمو في حصونكم، فإن معي ألفين من قومي من العرب يدخلون حصونكم, وتمدكم قريظة" بالظاء المعجمة المشالة، "وحلفاؤكم من غطفان، فطمع حيي فيما قاله ابن أُبَيّ، فأرسل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم" مع أخيه جُدَيّ -بضم الجيم، وفتح الدال المهملة وشد التحتية: "إنا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك، فأظهر -صلى الله عليه وسلم- التكبير، وكبَّر المسلمون بتكبيره،" وقال: حاربت يهود، "وسار إليهم -عليه الصلاة والسلام- في أصحابه", قيل: مشى المسلمون إليهم على أرجلهم؛ لأنهم كانوا على ميلين، وركب -عليه السلام- على حمار فحسب، "فصلَّى العصر بفناء بني النضير, وعليّ -رضي الله عنه- يحمل رايته، فلمَّا رأوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاموا على حصونهم ومعهم البل والحجارة" واعتزلتهم قريظة فلم تعنهم، "واعتزلهم ابن أُبَيّ ولم يمنعهم، كذا حلفاؤهم من غطفان", فقال ابن مشكم وكنانة لحيي: أين الذي زعمت؟ قال: ما أصنع, هي ملحمة كتبت علينا, وحلمت معه -صلى الله عليه وسلم- حين سار قبَّة من خشب عليها مسوح، أرسل بها إليه سعد بن عبادة، فلمَّا صلى العشاء رجع إلى بيته في عشرة من أصحابه، واستعمل على العسكر عليًّا، ويقال: أبا بكر، وبات المسلمون يحاصرونهم حتى أصبحوا، ثم أذَّن بلال الفجر, فغدا -صلى الله عليه وسلم- في أصحابه الذين كانوا معه, فصلى بالناس في فضاء بني خطمة, وأمر بلالًا فضرب القبة في موضع المسجد الصغير الذي بفناء بني خطمة، ودخلها -صلى الله عليه وسلم, وكان عزوك اليهودي أعسر راميًا، فتباعدت من النبل، فيرمي فيبلغ القبة, فحولت إلى مسجد الفضيخ -بفاء مفتوحة, فضاد وخاء معجمتين بينهما تحتية, فتباعدت من النبل, ففقد علي في ليلة قرب العشاء، فقال الناس: يا رسول الله, ما نرى عليًّا، فقال: "دعوه, فإنه في بعض شأنكم" , فعن قليل جاء برأس عزوك، وقد كمن له حين خرج يطلب غرة من المسلمين، وكان شجاعًا راميًا فشد عليه، فقتله وفَرَّ من كان معه، وبعث -صلى الله عليه وسلم- خلفهم

<<  <  ج: ص:  >  >>