فعل ذلك عبد المطلب لما حفر زمزم، وقام بها بعد العباس، فلما كان يوم الفتح، قال الواقدي عن شيوخه. قبض الله صلى الله عليه وسلم السقاية منه، ومفتاح البيت من عثمان، فسأله العباس أن يجمع له بين السقاية. "والسدانة فأنزل الله هذه الآية". وهكذا روى عبد الرزاق عن ابن أبي مليكة، أن السائل العباس، وفي رواية ابن إسحاق عن بعض أهل العلم، أنه علي ولفظه: ثم جلس، أي بعد الخطبة، صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقام إليه علي ومفتاح البيت في يده فقال: اجمع لنا الحجابة مع السقاية، والجمع بينهما أنه سأل لعمه لا لنفسه، "فأمر صلى الله عليه وسلم عليا أن يرد المفتاح إلى عثمان، ويعتذر إليه، ففعل ذلك علي رضي الله عنه". واعتذر صلى الله عليه وسلم كما روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، أنه عليه الصلاة والسلام قال لعلي: "يومئذ إنما أعطيكم ما ترزءون، ولم أعطكم ما ترزءون" يقول: أعطيكم السقاية لأنكم تغرمون فيها، ولم أعطكم البيت. قال عبد الرزاق أي أنهم يأخذون من هديته. "فقال" عثمان لعلي "أكرهت وآذيت، ثم جئت ترفق؟ فقال علي: لقد أنزل اله تعالى في شأنك قرآنا، وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن محمدًا رسول الله". قال في الإصابة كذا وقع في تفسير الثعلبي بلا سند، أنه أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له المفتاح، وهو منكر، والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاصي وخالد بن الوليد، وبه جزم غير واحد. انتهى، وفيه نكارة أيضا من جهة أن الذي دفع له المفتاح علي، والذي تظافرت به الآثار أن الذي دفعه له المصطفى، وأصرحها حديث جبير بن مطعم، أنه صلى الله عليه وسلم لما ناول عثمان المفتاح قال له: "غيبه". وحديث الواقدي عن شيوخه، أنه أعطاه المفتاح ورسول الله مطبع بثوبه عليه، وقال: "غيبوه، إن الله تعالى رضي لكم بها في الجاهلية والإسلام". "فجاء جبريل عليه السلام، فقال ما دام هذا البيت أو لبنة من لبناته قائمة فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان" بن أبي طلحة: لا عثمان بن طلحة، لما قدمه المصنف قريبا تبعا للفتح