للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة، فالمفتاح والسدانة في أولاده إلى يوم القيامة.

قال ابن ظفر في "ينبوع الحياة" قوله: "لو أعلم أنه رسول الله لم أمنعه" هذا وهم؛ لأنه كان ممن أسلم. فلو قال هذا كان مرتدا.

وعن الكلبي: لما طلب عليه الصلاة والسلام المفتاح من عثمان مد يده إليه، فقال العباس: يا رسول الله اجعلها مع السقاية، فقبض عثمان يده بالمفتاح، فقال: هاكه بالأمانة، فأعطاه إياه فنزلت الآية.


أن عثمان هذا لا ولد له، "فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة،" مر أيضا أنه ابن عمه ويحتمل تصحيحه بما مر أنه قال لأمه: إن لم تدفعي المفتاح قتلت أنا وأخي.
لكن لم يسم، فيكون اسمه شيبة على ما يفيده هذا الخبر ويكون أعطاه له أخوه فمات ولم يعقب أيضا فأخذه ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، "فالمفتاح والسدانة في أولاده إلى يوم القيامة".
ولذا عرفوا بالشيبيين، ويحتمل أنه المراد الأخوة في سدانة البيت، وبالجملة فهذا الحديث منكر من جهات عديدة، ومن ثم "قال" محمد "بن ظفر"، بفتح الظاء المعجمة والفاء وبالراء " في ينبوع الحياة" اسم تفسيره، "قوله لو علمت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أمنعه، هذا وهم لأنه كان ممن أسلم" وهاجر قبل الفتح في صفر سنة ثمان، وقيل سنة سبع، وقيل سنة خمس، كما قدم المصنف وقدمت عن الإصابة أن الثالث وهم.
"فلو قال هذا كان مرتدا" إلا أن يقال: هذا وقع من غيره ممن لم يسلم حينئذ من أهله، فنسب إليه مجازا، وبعده لا يخفى.
"وعن الكلبي" محمد بن السائب، فيما رواه ابن مردويه عنه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "لما طلب عليه الصلاة والسلام المفتاح من عثمان، مد يده إليه، فقال العباس: يا رسول الله، اجعلها مع السقاية، فقبض عثمان يده بالمفتاح، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كنت يا عثمان تؤمن بالله واليوم الآخر فهاته". بكسر التاء فعل أمر وهذا صريح في أنه كان آمن كما هو المعروف؛ لأنه لو كان لم يؤمن لم يقل له ذلك.
"فقال: هاكه" اسم فعل بمعنى خذه "بالأمانة" أي ملتبسا بها، أي خذه أمانة على أن ترده إليّ، لأن كل شيء اليوم بعدك، وتحت قدمك، ولفظ ابن مردويه فقال: هاكه بأمانة الله، فقام ففتح الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل برد المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة "فأعطاه إياه فنزلت الآية".

<<  <  ج: ص:  >  >>